في ظلمة الليل ...... كان الحدث
كانت الشمس وقتها على مشارف المغيب ، عندما خرج الرجل التاجر من بلده الى بلد اخر ليتاجر فيها ،ركب الرجل فرسه وحمل امواله وانطلق لخارج البلاد.
عم الليل البهيم ارجاء الكون واسدل الظلام ستاره . وفي هذا السواد انهمرت الامطار انهارا من السماء . وبدات الثلوج تتساقط والرعود تهدر . وكان التاجر اثناء ذلك يسير بين الاحراش راكبا فرسه حاملا امواله . ولكنها الامطار والبرد الشديد . فدعا التاجر الله ان يفرج كربه وما ان انتهى من الدعاء حتى لمحت عيناه نور سراج يخرج من بيت بعيد . ولم يكن في تلك المنطقة بيت او حتى كهف يلجا اليه .
توجه التاجر الى البيت وكان الليل في اوله وطرق الباب فاذا برجل قد كسا الشيب شعره يخرج من الباب ويقول من ؟؟ اجابه التاجر انا ضيف الله تقطعت بي السبل واريد منكم ان تاووني مما انا فيه من برد وظلام.
رحب الرجل الكاهل به وقال له انت ضيفنا الليلة ولم يكن في البيت سوى زوجة الرجل وابنه الوحيد انجبه بعد عمر طويل . وكان الابن في شبابه وقتها . ودخل التاجر الغريب البيت بعد ان ربط فرسه بسارية على باب المنزل . واحضرت الزوجة طعام العشاء وتناولو العشاء سويا وجلسوا يتسامرون . وبعدها ذهب كل واحد منهم للخلود الى النوم .
وفي ظلمة الليل بدات الزوجة تهمس في اذن زوجها وتقول له الى متى سنبقى في عوز شديد وفقر وهذا الضيف غني ؟؟ ونحن بحاجة للمال !!!!
وواصلت الزوجة حديثها ...نقتله ثم نلقيه ببطن الوادي ولن يعرف خبره احد ...
تردد الزوج ولكن الزوجة اصرت وكان الشيطان ثالثهما فزين للرجل هذا العمل .
كان الوقت قبيل الفجر . والدنيا هادئة . فدخل الرجل الغرفة التي ينام بها الضيف . وكان الضيف نائما هو وابن هذا الرجل . فمضى الرجل الى الجهة اليمنى حيث يرقد الضيف . وذبحه كما تذبح الشاه.
جاءت الزوجة لتساعد زوجها في سحب الجثة .....فما الذي حدث؟؟؟؟؟؟
لقد ذبح الرجل ابنه الوحيد بدلا من التاجر . حيث كان في الغرفة سريران وكان الابن قد اعتاد على النوم في الجهة اليسرى . ولكنه للمرة الاولى في حياته ينام في الجهة اليمنى واخطا ظن ابيه وقتل ابنه بدلا من ضيفه .
بعد ذلك جاءت الشرطة حيث استيقظ الضيف على صوت صراخ الوالدين . وعلمت الشرطة طبيعة الحدث . فدفن الجيران الابن القتيل . واستقر الوالدان في السجن .
كان هذا الفعل وليد الطمع وعدم الايمان بقضاء الله وقدره وحب الدنيا .