القدس ارض ما تركت ترابها بملء فمي اقول لكل غاصب

"حراس" الأقصى يدفعون هجمة الاحتلال بدمائهم

سليمان بشارات - علا عطا الله




أحد المصابين في المواجهات
سادت حالة من الترقب والهدوء الحذر في محيط المسجد الأقصى بعد المواجهات العنيفة التي جرت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الأحد 4-10-2009، والمصلين المرابطين في المسجد إثر غلق الشرطة الإسرائيلية للطرق المؤدية للمسجد في محاولة منها لفتح الطريق أمام جماعات يهودية لتنفيذ اقتحام جماعي للمسجد وإقامة طقوس تلمودية فيه بمناسبة ما يسمى بـ"عيد العرش".

وشددت قوات الاحتلال قبضتها على محيط المسجد فيما لا يزال المصلون معتصمين داخل المسجد، وأفادت مصادر محلية أن عشرات من الفلسطينيين المعتصمين أمام أبواب الأقصى أصيبوا بجروح مختلفة جراء مواجهات مع قوات الاحتلال وتعرضهم للضرب المبرح من قبل الشرطة الإسرائيلية، في حين جرى اعتقال عدد آخر من المواطنين.

وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال هاجمت المعتصمين أمام باب الأسباط، مما أسفر عن وقوع جرحى ومعتقلين، من بينهم الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 48، الذي اعتقلته شرطة الاحتلال بعدها ويجرى التحقيق معه في مركز المسكوبية بالقدس.

كما هاجمت قوات الاحتلال بالغاز المسيل للدموع النساء والرجال المرابطين عند بوابات الأقصى من الخارج، وهو ما أوقع عددا من الإصابات كان من بينهم طفلة وأحد حراس الأقصى.

ونقلت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن مصدر موثوق قوله إن قوات الاحتلال أعلنت المسجد الأقصى منطقة عسكرية مغلقة؛ حيث منعت أي شخص من دخوله.

جانب من المواجهات شاهد:

قوات الاحتلال تهاجم المرابطين بالمسجد الأقصى
الاحتلال يطوق الأقصى ولا متحرك
طالع أيضا:

رائد صلاح: أخشى على الأقصى من "جنون نتنياهو"




إسرائيل تسعى لتقسيم الأقصى "زمانيا"




قريبا.. إسرائيل تفتتح رسميا شبكة أنفاق تحت الأقصى




قريبا.. إسرائيل تفتتح رسميا شبكة أنفاق تحت الأقصى




الاستيطان يقلص مساحة القدس الشرقية إلى 12%




قطار الاستيطان لا يتوقف.. وحدات جديدة في نابلس




وأوضحت المؤسسة في بيان لها نقلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه أن الاحتلال منع مدير المسجد الأقصى، وحراسه من الدخول إليه، كما عملت على إخراج المعلمين والمعلمات الذين يدرسون في مدارس المسجد الأقصى الداخلية إلى خارجه.




ودارت مواجهات ما بين قوات الاحتلال المنتشرة على بوابات الأقصى، وبين المصلين داخل المسجد إلى جانب المعتصمين خارجه، وهو ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، وإلى قيام الاحتلال باعتقال العديد من المعتصمين.

كما قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطات عند باب فيصل وتم إطلاق الغاز المسيل للدموع مما أدى إلى إصابة 5 مواطنين من بينهم أحد حراس المسجد الأقصى وطفلة صغيرة.

اعتقالات

وتشدد الشرطة الإسرائيلية وقوات ما يسمى بـ"حرس الحدود"، منذ ساعات الصباح إجراءاتها في مدينة القدس المحتلة وبلدتها القديمة وعلى بوابات المسجد الأقصى، وفي محيطها بعد أن أغلقتها بالكامل، لأول مرة منذ أربعين عاما، بينما تحلق طائرات مروحية في سماء المسجد الأقصى والمدينة المحتلة.

كما تم نشر المئات من عناصر شرطة وحرس حدود الاحتلال في مختلف مناطق القدس ومحيط وبوابات المسجد الأقصى المبارك، بينما أصرّ العشرات من المُصلين على البقاء في باحات الأقصى، لضمان التصدي لأي محاولة اقتحام قد تقوم بها الجماعات اليهودية المتطرفة.

وأفادت مصادر إعلامية في مدينة القدس المحتلة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن قوات الاحتلال المنتشرة بكثافة في محيط الأقصى وعلى بواباته الرئيسية تحاول منذ ساعات الصباح إخراج المعتكفين داخل المسجد الأقصى؛ حيث طالبتهم عبر مكبرات الصوت بالخروج وتسليم أنفسهم، وهددت بتنفيذ اعتقالات جماعية إذا لم يستجيبوا لأوامر الشرطة والخروج من الأقصى تمهيدا لإدخال الجماعات اليهودية إليه.

وأضافت هذه المصادر أن المصلين رفضوا تلك التهديدات وبقوا داخل المسجد الأقصى حتى يكونوا على استعداد لمواجهات أي محاولات لاقتحام المسجد.

توتر شديد

بدوره قال محمود أبو عطا، المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث، والمتواجد في مدينة القدس، إن هناك حالة توتر شديدة تشهدها مدينة القدس ومحيط المسجد الأقصى، بعد أن قام الاحتلال بمنع أهالي القدس وعدد كبير من فلسطينيي 48 من الدخول للأقصى.

وأشار أبو عطا إلى أن قوات الاحتلال قامت باستقدام فرق الخيالة، والقوات الخاصة، إلى جانب وحدة الدروع، وطائرة مروحية، من أجل إجبار الفلسطينيين بالقوة على الابتعاد عن المسجد الأقصى.

استعدادات للاقتحام

في المقابل، بدأت الجماعات اليهودية المتطرفة، وعبر مكبرات الصوت منذ ساعات الصباح بدعوة أعضائها إلى التوجه لحائط البراق (المبكى كما يطلق عليه في إسرائيل)، تمهيدا لاقتحام المسجد الأقصى.

وأفاد شهود عيان لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الحافلات التي تقل اليهود المتطرفين وصلت من المستوطنات وتوقفت بالقرب من منطقة مقبرة مأمن الله بالقدس.

وكشفت "مؤسسة الأقصي" الأربعاء الماضي في بيان لها أن جماعات يهودية وجهت دعوة عامة للمجتمع الإسرائيلي للمشاركة في اقتحام جماعي للمسجد الأقصى، بمناسبة ما يسمى بـ"عيد العرش العبري" ابتداء من اليوم الأحد 4-10-2009 وحتى يوم الخميس القادم 9-10-2009، وذلك على أثر إحباط مخطط لاقتحام مماثل يوم الأحد الماضي، ودعت هذه الجماعات إلى اقتحام جماعي للمسجد الأقصى وإقامة شعائر تتعلق بالهيكل المزعوم.

"إنا قادمون"

أما الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني فقد وجه نداء للفلسطينيين بوجوب الرباط الدائم والباكر في المسجد الأقصى المبارك لحمايته من أي عدوان.

وقال في بيان له وصلت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه: "نحن في حالة استنفار للرباط في الأقصى خاصة، من اليوم الأحد وخلال الأسبوع كله".

وأشار الشيخ رائد إلى أن جماعات يهودية دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى على مدار الأسبوع القريب وأضاف: "نحن قادمون يا قدس.. نحن قادمون يا أقصى للدفاع عنك وعن القدس الشريف".

وتضامنا مع أحداث المسجد الأقصى جابت مسيرات لطلبة المدارس والجامعات في مدينة غـزة الشوارع، منددين بالصمت العربي والإسلامي تجاه ما يجري بحق الأقصى