تنادينا فلا نسمع
فارس صالح
تناديني سنابلها تعالَ يا فلسطيني
فإني قد ظمئتُ متى سترويني
وتمنحني نسيم جليلنا الهادي
قليلاً من تراب القدس تهديني
تناديني عروبتها التي ضاعت تناديني
تناديني معبقةً بآهات الرياحين
تناديني مزينة بأوجاع البساتين
تناديني
تعذبني
تخاطبني
تعاتبني وتبكيني
وتصرخ إنني أذبحْ
بأنواع السكاكين
متى ستعود يا عربي فحبك في شراييني
متى ستعود يا عربي لتنقذني وتحميني
فذا الصهيون يذبحني
وكل الكون يجرحني
متى ستعود يا عربي
إلى الزيتون والتين
أنا العربي أقول لها
أيا قدسا تنادينا
وبالأشواق تؤذينا
تعذبنا بطلتها
وتسحرنا ببهجتها
وكل العز تعطينا
أيا قدساه لا تهني فأنت النبض في قلبي
وأنت النور في عيني وانت مشاعل الغضب
أيا قدسا تنادينا وبالأشواق تؤذينا
أيا قدساه لا تهني متى احتجتينا نادينا
فنادتنا تنادينا
فنادتنا تنادينا
فنادتنا تنادينا فلا نسمع
فكلٌ ينهب ويطمع
وكلٌ ناظرٌ للعرشْ
وحلمه صار أن يشبع
فنادتنا تنادينا ولا نسمعْ
وليست روحنا تحزن
وليست عيننا تدمعْ
كأن القدس في دعةٍ
وليس يهدها المدفعْ
فنادتنا تنادينا فلا نسمعْ
ألا إن الفؤاد بكى
على حالٍ
يكون اليوم قاتلنا
فنام وأصبح موتاً
كما الأشباح راودنا
كما الأشباح
ليسرق بسمة الأطفال والميلاد
ليحرق بهجة الأفراح والأعياد
ليقبض نشوة الأرواح والأجساد
وكالأموات نحن
ويغشانا السواد
كما الأشباح راودنا
كما الأشباح
يا أمتاه الضعف أدمانا
وأدمانا الزمانْ
صار الربيع يهاجر قبل الأوانْ
فتحل ظلمة ليلنا
قتلا حصارْ
ذلاً هوانْ
الآن هجرنا
الآن شردنا
وانهزمنا الآن
لا نعلم من يأتينا الدمارْ
حمماً دخان
لا نعلم
هل سوف نحيا اليوم أم سوف نموت
يا موطني يا كل أطياف الصمود
يا عزة الأوطان
يا موطنا منه انطلقنا
للدنا عقبان
يا موطنا فيه انتفضنا
مثلما البركان
يا موطني
يا نور أركان الوجود
هل قد هزمت الآن
بل تلك أنقاض الركام تكلمت
مثل الصغار
قالت لتعطوني الأمان
فهناك وردة عزة
تحت الدمار
بين الدخان
لا تخضعوا يا إخوتي
لا تخضعوا
فلئن خضعتم
إنها ستهانْ
بل تلك أحجار المآذن أذنت
وأتى النهار
أم أن أحجار المآذن لا تبين؟!!
أم قيل يوماً أنه
صعب على الحجر البيان؟!!
وأتى النهار
يختال كالأبرار